الباب الأول
مقدمة
الحمد
لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي، وعلى آله
ومن تبعهم إلى يوم البعث للجزاء والعقاب. أما بعد:
فقد
أمرنا الله بالقراءة في بداية كلامه، وهذا الأمر يدل على أن هناك ما يقرأ إما أن
تكون أمور مصورة وإما أن تكون مكتوبة بأية خط كانت. فالخط وسيلة لتعبير أغراض
متكلم ويكون بمثابة الكلام. والخط يتطور منذ نشأته. ففي هذه المقالة سنتكلم عن
الخط العربي نشأته وتطوره.
وقسم
الباحث هذه المقالة على المباحث، وهي:
-
مفهوم
الخط العربي
-
نشأة
الخط العربي وتطوره
-
أنواع
الخط العربي
-
مميزات
الخط العربي
-
جماليات
الخط العربي.
وأتمنى
أن تكون نافعة لنا وإن كانت ما تزال لها أخطاء ونقصان.
الباب الثانى
تاريخ
تطوير الخط العربي
أ.
مفهوم
الخط والكتابة
الخط
في اللغة بمعنى الكتابة[1]
والطريقة المستطيلة والسيف[2]
والرسم والتفكير والسطر.[3]
وأما في الاصطلاح فقد عرف بتعريفات عديدة، منها:
رسوم
وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس. وعرف أيضا بـآلة
جسمانية تضعف بالترك وتقوى بالإدمان. وهندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية.[4]
وعرفه
القلقشندى بما تتعرف منه صور الحروف المفردة وأوضاعها وكيفية تركبها.[5]
وعرف
الإقليس بملكة تنضبط بها حركة الأنامل بالقلم على قواعد مخصوصة.[6]
والأخير
أقرب التعريفات للخط وأوضحها له، اختاره الشيخ محمد طاهر الكردي الخطاط. والذى
نراه أن هذا التعريف الجليل قيد بقيد لا أجد مسوغا له، إذ إنه ربط الخط بحركة
الأنامل، والخط بغير الأنامل يخرج من هذا القيد، وقد شمل الخط العربية وغيرها.
وعرفه
كمال عبد الجاسم الصالح الجميلي بفن كتابة الحروف بقواعد خاصة تزيدها وضوحا وجمالا
وجذبا. [7]
فالخط
العربي هو الفن الجميل للكتابة العربية التي ساعدت بنيتها وما تتمتع به من مرونة
وطواعية وقابلية للمد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.
والكتابة
في اللغة بمعنى الخط وخرز وفرض وقضى.[8]
وأما
في الاصطلاح فهو الوسيلة التي تنقل بها العلوم والأفكار والثقافات بين الحضارات
المختلفة وتدون عبر الأجيال. [9]
إذا
ننظر إلى تعريف الخط فنعرف أن كل الخط كتابة وليس كل الكتابة خطا. لأن الخط هو كل
الكتابة التي تلتزم القواعد –مقياس الحروف بعرض القلم المكتوب.
ورأى
صاحب كتاب "تاريخ الخط العربي وتطوره" أن الخط والكتابة والتحرير والرقم
والسطر والزبر بمعنى واحد.
وقد
تطلق الكتابة في الاصطلاح الخاص كما ورد عند الأدباء على صناعة الإنشاء، وعند الفقهاء
على عقد بين السيد وعبده على مال يدفعه إليه منجما فيعتق بادائه. [10]
على
ارتقاء الخط العربي إلى فن جميل يتميز بقدرته على مسايرة التطورات والخامات.
فتشكلت علاقة وثيقة بين كل نوع من أنواعه والمواد التي يكتب بها أو عليها، فرأيناه
لينا ينساب برشاقة وغنائية، ورأيناه صلبا متزنا يشغل حيزه بجلال يمتد إلى ما حوله،
ورأينا الصلابة واللين يتبادلان ويتناغمان فيه. وهو في كل أحواله يشدّ الناظر
ويمتعه بجمالياته الخاصة وتجريديته المتميزة التي عرفها بشكل مبكر وراقٍ، مما جعل
له مكانة خاصة بين الفنون التشكيلية.[11]
ب.
نشأة الخط العربي وتطويره
إن
أول من وضع الخطوط والكتب كلها آدم عليه السلام كتبها في طين وطبخه وذلك قبل موته
بثلث مائة سنة فلما أظل الأرض الغرق أصاب كل قوم كتابتهم، وقيل أخ نوح وهو إدريس
عليه السلام وقيل إنها أنزلت عليه آدم عليه السلام إحد وعشرين صحيفة وقضية هذه
المقالة أنها توقفية علمها الله تعالى بالوحي.[12]
وقسم
علي عبد الواحد وافي تطور الرسم العربى على خمس مراحل:
1.
فأقدم
رسم وصلت إلينا اللغة العربية مدونة كان مشتقا من خط المسند، كما تدل على ذلك آثار
العربية البائدة. منها الرسم في النقوش اللحيانية والنقوش الثمودية والنقوش
الصفوية. ويرجع الباحثون أن القبائل المعينية إلى نزوحها من اليمن إلى هذه المناطق
الشمالية وتكوينها بها جالية كبيرة هي التى حملت إليها هذا النوع من الرسم.
2.
ثم
أخذ الرسم النبطى وهو نوع من أنواع الرسم الآرامي كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
يتغلب فى تدوين اللغة العربية عللا هذا الرسم القديم، وينتقص من مناطق نفوذه
ومواطن استخدامه شيئا فشيئا حتى قضى عليه. وذلك لأن الرسم النبطي كان يمثل حضارة
من أرقى الحضارات السامية فى ذلك العهد وأوسعها نفوذا وهى حضارة الآرميين، وأقدم
أثر عربي وصل إلينا بعد هذا التطور هو نقش النمارة.
3. ثم ظهر فى كتابة اللغة العربية
نوزع ثالث من الرسم مشتق من الرسم النبطي السابق وممثل الرسم العربى الحاضر أقدم
أدواره. وبهذا النوع من الرسم دون نقشا زبد وحوران. وتقرب صورة الحروف فى هذا
الرسم من صورة الحروف التى نستخدمها الآن لدرجة لايجد معها من يعرف الرسم العربي
الحاضر كبير صعوبة فى قراءة كلماته، ويرجع كثير من العلماء أن هذا النوع قد اجتاز
مراحل كثيرة قبل أن يستقل هذا الاستقلال عن الخط النبطي وقبل أن تكمل له هذه
الصورة، غير أنه لم يعثر على آثار تمثل هذه المراحل.
4.
ثم
تأثر الرسم السابق ودخل فيه نظام الإعجام للرمز إلى أصوات لا نظير لها فى اللغات
السامية الشمالية التى نشأ فيها الخط السامي القديم (ث ذ ض ظ غ) وللتمييز بين
الحروف المتحدة الصورة والمختلفة النطق (ب ت ن ى، ج ح خ، رز، س ش..إلخ). ولكنه ظل
طوال المرحلة مقتصرا على الرمز إلى الأصوات الساكنة مجردا من علامة للتمييز بين
الحرف المشدد والمخفف.
5.
ثم
أدخل في الرسم العربى نظام الرمز إلى أصوات المد الطويلة، واستخدام في ذلك ثلاثة
أحرف وضعت في الأصل للرمز إلى ثلاثة أصوات وسط بين أصوات المد والأصوات الساكنة:
وهى الهمزة والياء والواو، فأصبحت هذه الحروف مزدوجة الاستخدام: ترمز احيانا إلى
ما وضعت فى الأصل للرمز إليه (أكتب، يكتب، وعد) وأحيانا إلى أصوات المد طويلة
(كاتب، دليل، ملوك). وأخترعت الحركات والشدة والنقط في يد ألي الأسود الدؤلي.[13]
وقال
ابن خلدون في مقدمته في فصل أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية: ولقد كان
الخط العربي بالغا ما بلغه من الإحكام والإتقان والجودة فى الدولة التبابعة لما
بلغت من الحضارة والترفه وهو المسمى بالخط الحميرى وانتقل منها إلى الحيرة لما من
دولة آل المنذر نسباء التبابعة فى العصبية والمجددين لملك العرب بأرض العراق ولم
يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان التبابعة لقصور ما بين الدولتين، وكان الحضارة
وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك ومن الحيرة لقنه أهل الطائف وقريش فيما
ذكر، يقال إن الذين تعلم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أمية ويقال الحرب بن أمية
وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن وأقرب ممن ذهب تعلموها من إياد أهل العراق
لقول شاعرهم:
قوم
لهم ساحة العراق إذا * ساروا جميعا والخط والقلم
ومعنى
قول الشاعر أن أهل العراق أقرب من الخط والقلم من غيرهم من العرب لقربهم من ساحة
الامصار وضواحيها فالقول بأن أهل الحجاز لقنوها من الحيرة ولقنها أهل الحميرة من
التبابعة وحمير الاليق من الاقوال، وكان لحمير كتابة تسمى مسند حروفها منفصلة وكان
يممنعون من تعلمها إلا بإذنهم ومن حمير تعلمت الكتابة العربية إلا أنهم لم يكونوا
مجيدين لها شأن الصنائع إذا وقعت بالبدو فلا تكون محكمة المذاهب ولا مائلة الاتقان
والتنميق لبون مابين البدو والصنائع واستغناء البدو عنها في الأكثر.[14]
ج.
أنواع
الخط العربي[15]
أنواع
الخط العربى وهي الثلث والنسخ والرقعة والدواني والهمايوني والفارسي والإجازة
والتوقيع.
1.
الثلث
خط
الثلث بأم الخطوط فلا يعتبر الخطاط خطاطا إلا إذا أتقنه وهو أصعب الخطوط العربية، وأول
من وضع قواعد الثلث الوزير ابن مقلة.
وممما
اشتهر بإجادة الخط الثلث من المتقدمين محمود جلال الدين ومحمد عزت وعبد الله زهري والسيد
محمد عبد العزيز الرفاعي ومحمد إبراهم الملقب بالأفندي بمصر حفظه الله تعالى.
2.
النسخ
خط
النسخ في رتبة ثانية في الخط العربي بعد الثلث. واشتق قواعد النسخ من الخطين
الجليل والطومار، وسماه البديع ثم أطلق عليه خط النسخ لكثرة استعماله فى نسخ الكتب
ونقلها، ثم زاد الخطاطون من الأتراك كالشيخ حمد الله الاماسي ومصطفى أفندي راقم
أستاذ السلطان محمود الثانى وسكريتره الخاص وغيرهما فى تحسينهما وتعديل قواعد ابن
مقلة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
وممن
اشتهر بإجادة خط النسخ حافظ عثمان والسيد محمد عبد العزيز الرفاعي.
3.
الرقعة
خط
الرقعة هو أسهل الخطوط، وواضع قواعده الأستاذ ممتاذ بك المستشار في عهد السلطان
عبد المجيد خان حوالي سنة 1280. وكان خط الرقعة قبل ذلك خليطا بين الخط الديوانى
وبين خط سياقت، وكان ممتاز بك مشهورا بإجادة الخط الديوانى أيضا.
وقد
اشتهر باجادة خط الرقعة كثير من الخطاطين
4.
الديواني
–الهمايوني-
كل
من أتقن الرقعة لم يصعب عليه الخط الديواني (الهمايوني)، وأول من وضع قواعد الخط
الديواني إبرهيم بعد منيف فتح القسطنطينية ببضع سنين. وسمى بالديواني لأن صادر من
الديواني المهايوني السلطاني فجميع الأوامر الملكية والانعامات والفرمانات التركية
سابقا كانت لا تكتب إلا به، وكان هذا الخط فى الخلافة العثمانية سرا من أسرار
القصور السلطان لايعرفه إلا كاتبه أو من
ندر من الطلبة الأذكياء ثم انتشر فى عصرنا انتشارا كبيرا بفضل مدرسة الخطوط
العربية الملكية بمصر.
وأما
الآن بعد ان استبدل الأتراك الخط العربى بالحروف اللاتينية فقد أبطلوا هذه
التقاليد وانتهجوا منهجا آخر لا داعي للبحث عنه مادامت الحروف العربية لا أثر لها
عندهم، ولكن لا تزال مصر حافظة على العهد القديم فتصدر الانعامات الملكية وبعض الأمور
الخاصة بالخط الديواني حيث أصبح شعارا ملكيا.
والديواني
قسمان:
-
ديوانى
رقعة، هو ماكان خاليا من الشكل والزخرفة ولابد من استقامة سطوره من أسفل.
-
ديوانى
جلى، هو ما تداخلت حروفه في بعض وكانت سطوره مستقيما من أعلى وأسفل. ولابد من تشكيله
بالحراكات وزخرفته بالنقط.
واشتهر
بإجادة الخط الديوانى مصطفى بك عزلان الذى كان خطاط جلالة ملك مصر وأطلق أعهل مصر على
الخط الديواني بالخط العزلاني نسبة إلى مصطفى بك الغزلاني، وكذلك السيد محمد عبد
العزيز الرفاعي.
5.
الفارسي
الخط
الفارسي هو خط جميل بهي المنظر والحقيقة أن من لا يتقنه من خطاطي الفرس لايعد
عندهم خطاطا وهو ثلاثة أنواع:
-
الفارسى
العادة المعرفة عندنا ويسمى بنستعليق. فأول من وضع قواعد هذا الخط هو مير علي
سلطان التبريزي المتوفى سنة 919 ه ثم اتى بعده من زاد فى تحسينه كعماد الدين الشيرازي
العجمى وسلطان على المشهدي ومير علي الهروي وعبد الرحمن الخوارزمي وعبد الرحيم
أنيسي وعبد الكريم شاه.
-
خط
شكسته وله قواعد مخصوصة وأول من وضع قواعده الأستاذ شفيع ويقاله شفيعا أيضا بألف
الإطلاق ثم أكمل قواعده بعده الأستاذ درويش عبد المجيد طالقانى.
-
شكسته
آمير وهو ما كان خليطا بين خط تستعليق وبين شكسته وهو كالطلسم إلا أنه أخف من
النوع الثانى وعلى كل حال لايعرف هذان النوعان إلا فى بلاد الفرس.
وأشهر
من يجيدهما الآن السيد محمد داود الحسينى الخطاط الأفغا تستاني ومن خطاطهم القدماء
نجم الدين أبوبكر محمد الراوندي.
6.
الإجازة
والتوقيع
خط
الإجازة والتوقيع وهو ماكان بين الثلث والنسخ وقد وضع أساس قواعده يوسف الشجري، فإنه
ولده من خط الجليل وسماه الخط الرياسي في زمن المأمون، أول من وضع القواعد الجديدة
الفنان مير على سلطان التبريزى المتوفى سنة 919 ه.
7.
التاج
اخترع
في أحمد فؤاد الأول ملك مصر. لأنه رغب أن تبتكر صورة للحروف الهجائية العربية فى
خطي النسخ والرقعة بحيث لايغير شكلها المعروف وتؤدى ما تؤديه الحروف الكبيرة في
اللغات الأجنبية. توضع علامات للترقيم ترشد القارئ إلى ما يتضمن الكلام من الرموز والإشارات المعنوية وتهديه
إلى فهم ما ترمي إليه بعض الجمل والكلمات كعلامات الاستفهام والحذف والتنصيص.واخترع
في يد محمد أفندي محفوظ. ثم بالتاج لفكرة صاحب التاج.
8.
الكوفى
خط
الكوفي وهو أقدم خط فى بلاد العرب وكانوا يعتنون به اعتناء عظيما وهو جملة أنواع،
وقد وضع فيه حضرة الفاضل النابغة يوسف أحمد مفتش الآثار العربية سابقا ومدرس الخط
الكوفي. قال المؤخرون في أصل الخط الكوفي أن عرب كان لهم خط يسمى المسند الحميري
نسبة إلى قبائل حمير وكان للعرب الفاطيين في شمال الجزيرة وما حول جباول حذار خط يسمى
النبطي نسبة إلى الأنباط الساكنين هناك ثم اشتق أهل الحيرة والأنبار من النبطي خطا
سمي الحيري أو الأنباري وهو الذى سمى بعد ذلك (الخط الكوفي).
د.
مميزات
الخط العربي[16]
نسمع
أن بعض الغربيين ومقلديهم يريدون القضاء على اللغة العربية وعلى الخط العربى بل
هناك آخرون يريدون توحيد لغات العالم البشري وخطوطهم ولكن هيهات يتم لهم ذلك
فمثلهم.
كنا
طح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأو
هي قرنه الواعل
لأن
اختلاف اللغات بين الشعوب والقبائل دليل عظمة الله تعالى وقدرته التامة قال تعالى
"ومن آية خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان فى ذلك لآيات
للعالمين" ولأن تبليل الألسن رمز لعمار الكون وهو سنة الله فى خلقه "فلن
نجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا". على أن الله تعالى قد ضمن
للأمة العربية الكريمة حفظ لغتها الشريفة وحروف الجميلة.
هنا
نأتي بجملة مميزات الخط العربي وأفضلية وغيره من الخطوط مع العلم بأنا نقصد من هذا
الخط من شأن غيرها من اللغات الأجنبية حاش الله لأن كل لغة محترمة عند أهلها وإنما نقصد أن يقف كل مسلم عاى أفضلية لغة
الدينه وخواص الحروف العربية ليقف مجاهدا دونها وناصرا لها.
فنقول
الخط العربى بجميع أنواعه المتعددة أرقى وأجمل خطوط العالم البشرى على وجه البسيطة
فإن له من حسن شكله وجمال هندسته وبديع نسقه وجاذبية صورة ما جعله محبوبا محترما
حتى لدى الأجانب العربيين فضلا عن مكانته بين المسلمين الذين هم في مشارق الأرض
ومغاربها والذين هم لا يزالون يخدمونه ويتفننون فيه ويبتكرون له صورا وأشكالا
بديعة وما أحسن وأدق قول الكندي وهو من أهل القرن الثالث للهجرة. لا أعلم كتابة
تحتمل من تجليل حروفها وتدقيقها ما تحتمل الكتابة العربية ويمكن فيها من السرعة
مالا يمكن في غيرها فى كتابات.
بل
إن عقلاء الافرنج والمتنورين من المستشرقين يقرون ما للعرب ولغتهم من شرف المكانة
وما لحروفهم من الجمال والحسن.
ومن
تلك المميزات:
- يقبل أن يشكل بأي شكل هندسي وأي صورة
حيث لا تختلف ماهيته.
- أن من يمعن النظر في الخط العربي يجد
بينه وبين سائر الأشياء تشابها وتقاربا نسبيا.
- لا يتطرق بها خلل ولا يطرأعليها تغيير.
- أن الله تعالى أودع للحروف الهجائية
العربية أسرارا عجيبة وتصرفات غريبة.
- أن الحروف العربية صالحة أن تكون لأن
تدل على الأرقام الحسابية.
ه.
جماليات الخط
العربي[17]
إن الخط
العربي فن من الفنون الجميلة، بجميع فروعه وأنواعه، تبوأ مكاناً سامياً ممتازاً
بلغ الذروة والأوج في الكمال، وتصدر جميع الفنون وتوجها، فاتخذه الفنان العربي
المسلم لغة تخاطب وتعبير، خاطب بها وعبر بها عن ذوق وإحساس فني مرهف. ويكاد الخط
العربي يكون الفن الذي يقابل فن التصوير عند باقي الأمم، بالنظر للعناية الفائقة
التي أصابها خلال تطور العصور. وإن كان العرب قدا عنوا بالتصوير ولهم فيها بدائع
ومدارس لا تنكر، ولكن هذا التصوير لم ينل العناية التي لقيها الخط العربي، وقد
أصابه حظ عظيم من الارتقاء والازدهار والتجميل، وقد زخرت المدن العربية والإسلامية
بآثار هذا الخط يزين المساجد والحنايا والجدران والمآذن والقباب، والمقابر،
والسبل، والمحال التجارية، والأقمشة، والكتب، والقلاع، والسيوف والدروع،
والمزهريات والسجاجيد والبسط، والملابس، ومنه كتابات على الزجاج، وأخرى على الحديد
والنحاس، بطريقتي الدهان والحفر حتى التطعيم أو التنزيل، فنَزلوا خطوطهم على الخشب
بسطور من العاج الأبيض، وعلى الحديد والنحاس بسطور من الفضة والذهب، بل إنه أخذ في
زخرف الكتاب بالألوان والأزهار، وأحياناً بالطير والشجر، كما فرش لها الأرضية
بالزخارف النباتية الجميلة، وخصها بالتوريق البديع في شدة انسجام، وتآلف الربط،
وطواعية تنسيق ودقة، وبذلك أضحى للخطاطين حظوة مرموقة ومنزلة رفيعة عند أولي
الشأن، كما تميز به الخط ذاته من مكانة سامية.
الباب الثالث
الخلاصة
الخط
هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس. وعرف أيضا
بـآلة جسمانية تضعف بالترك وتقوى بالإدمان. وهندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية.
وأما
في الاصطلاح فهو الوسيلة التي تنقل بها العلوم والأفكار والثقافات بين الحضارات
المختلفة وتدون عبر الأجيال.
إذا
ننظر إلى تعريف الخط فنعرف أن كل الخط كتابة وليس كل الكتابة خطا. لأن الخط هو كل
الكتابة التي تلتزم القواعد –مقياس الحروف بعرض القلم المكتوب.
وقسم
علي عبد الواحد وافي تطور الرسم العربى على خمس مراحل:
1.
فأقدم
رسم وصلت إلينا اللغة العربية مدونة كان مشتقا من خط المسند، كما تدل على ذلك آثار
العربية البائدة.
2.
ثم
أخذ الرسم النبطى وهو نوع من أنواع الرسم الآرامي كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
3.
ثم
ظهر فى كتابة اللغة العربية نوزع ثالث من الرسم مشتق من الرسم النبطي السابق وممثل
الرسم العربى الحاضر أقدم أدواره. وبهذا النوع من الرسم دون نقشا زبد وحوران.
4.
ثم
تأثر الرسم السابق ودخل فيه نظام الإعجام للرمز إلى أصوات لا نظير لها فى اللغات
السامية الشمالية.
5.
ثم
أدخل في الرسم العربى نظام الرمز إلى أصوات المد الطويلة، واستخدام في ذلك ثلاثة
أحرف وضعت في الأصل للرمز إلى ثلاثة أصوات وسط بين أصوات المد والأصوات الساكنة.
أنواع
الخط العربى وهي الثلث والنسخ والرقعة والدواني والهمايوني والفارسي والإجازة
والتوقيع والتاج والكوفى.
ومن
المميزات:
- يقبل أن يشكل بأي شكل هندسي وأي صورة
حيث لا تختلف ماهيته.
- أن من يمعن النظر في الخط العربي يجد
بينه وبين سائر الأشياء تشابها وتقاربا نسبيا.
- لا يتطرق بها خلل ولا يطرأعليها تغيير.
- أن الله تعالى أودع للحروف الهجائية
العربية أسرارا عجيبة وتصرفات غريبة.
- أن الحروف العربية صالحة أن تكون لأن
تدل على الأرقام الحسابية.
إن الخط
العربي فن من الفنون الجميلة، بجميع فروعه وأنواعه، تبوأ مكاناً سامياً ممتازاً
بلغ الذروة والأوج في الكمال، وتصدر جميع الفنون وتوجها، فاتخذه الفنان العربي
المسلم لغة تخاطب وتعبير، خاطب بها وعبر بها عن ذوق وإحساس فني مرهف. ويكاد الخط
العربي يكون الفن الذي يقابل فن التصوير عند باقي الأمم، بالنظر للعناية الفائقة
التي أصابها خلال تطور العصور.
المراجع
الجوهري.
الصحاح في الغة. موقع الوراق. مادة "خط" (المكتبة الشاملة)
مرتضى
الزبيدي. تاج العروس. موقع الوراق. مادة "خط" (المكتبة الشاملة)
إبراهيم
مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد النجار. المعجم الوسيط. تح:
مجمع اللغة العربية بالقاهرة. مادة "خط" (المكتبة الشاملة)
كمال
عبد جاسم الصالح الجميلي. د.ت. أثر القرآن في الخط العربي. مجلة البحوث
والدراسات القرآنية. العدد الـ9. د.ط.
القلقشندي.
صبح الأعشى. موقع الوراق. (المكتبة الشاملة)
محمد
طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الخطاط. 1939 م. تاريخ الخط العربي وآدابه.
حجاز: مطبعة التجارية الحديثة بالسكاكي.
http://www.alargam.com/languages/khat/khat.htm. 17-11-2014, 02:25
د. علي عبد الواحد وافي.
2004 م. فقه اللغة. القاهرة: نهضة مصر للطلتعة والنشر والتوزيع. ص.
190-193. وانظر: د. إبراهيم محمد محمد. د.ت. مقرر فقه اللغة.قسم اللغة العربية
بجامهة أم القرى. د.ط.
[1] الجوهري.
الصحاح في الغة. موقع الوراق. مادة "خط" (المكتبة الشاملة)
[2] مرتضى
الزبيدي. تاج العروس. موقع الوراق. مادة "خط" (المكتبة الشاملة)
[3] إبراهيم
مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد النجار. المعجم الوسيط. تح:
مجمع اللغة العربية بالقاهرة. مادة "خط" (المكتبة الشاملة)
[4] كمال
عبد جاسم الصالح الجميلي. د.ت. أثر القرآن في الخط العربي. مجلة البحوث
والدراسات القرآنية. العدد الـ9. د.ط. ص. 302.
[5] القلقشندي.
صبح الأعشى. موقع الوراق. (المكتبة الشاملة)
[6] محمد
طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الخطاط. 1939 م. تاريخ الخط العربي وآدابه.
حجاز: مطبعة التجارية الحديثة بالسكاكي. ص. 8
[7] كمال عبد جاسم الصالح الجميلي. أثر القرآن في
الخط العربي. مجلة البحوث والدراسات القرآنية. ص. 303.
[8] إبراهيم مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر
ومحمد النجار. المعجم الوسيط. تح: مجمع اللغة العربية بالقاهرة. مادة
"كتب" (المكتبة الشاملة)
[13] د. علي
عبد الواحد وافي. 2004 م. فقه اللغة. القاهرة: نهضة مصر للطلتعة والنشر
والتوزيع. ص. 190-193. وانظر: د. إبراهيم محمد محمد. د.ت. مقرر فقه اللغة.قسم
اللغة العربية بجامهة أم القرى. د.ط. ص. 29.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar